سورة طه - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


قوله تعالى: {ولا تَمُدَّنَّ عينيكَ} سبب نزولها، ما روى أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نزل ضيف برسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني فأرسلني إِلى رجل من اليهود يبيع طعاماً، فقال: قل له: إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بعني كذا وكذا من الدقيق، أو أسلفني إِلى هلال رجب»، فأتيته فقلت له ذلك، فقال اليهودي: والله لا أبيعه ولا أسلفه إِلا برهن، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه، فقال: «والله لو باعني أو أسلفني لقضيته، وإِني لأمين في السماء أمين في الأرض، اذهب بدرعي الحديد إِليه»، فنزلت هذه الآية تعزية له عن الدنيا. قال أُبيّ بن كعب: من لم يتعزَّ بعزاء الله تقطَّعت نفسه حسراتٍ على الدنيا. وقد مضى تفسير هذه الآية في آخر [الحجر: 88].
قوله تعالى: {زهرةَ الحياة الدنيا} وقرأ ابن مسعود، والحسن، والزهري، ويعقوب: {زَهَرة} بفتح الهاء. قال الزجاج: وهو منصوب بمعنى {متَّعنا}، لأن معنى {متَّعنا}: جعلنا لهم الحياة الدنيا زهرة، {لنفتنهم فيه} أي: لنجعل ذلك فتنة لهم. وقال ابن قتيبة: لنختبرهم. قال المفسرون: زهرة الدنيا: بهجتها وغضارتها وما يروق الناظر منها عند رؤيته، وهو من زهرة النبات وحسنه.
قوله تعالى: {ورزق ربِّك خير وأبقى} فيه قولان:
أحدهما: أنه ثوابه في الآخرة.
والثاني: القناعة.
قوله تعالى: {وأْمُرْ أهلكَ بالصلاة} قال المفسرون: المراد بأهله: قومه ومن كان على دينه: ويدخل في هذا أهل بيته.
قوله تعالى: {واصطبر عليها} أي: واصبر على الصلاة {لا نسألكَ رزقاً} أي: لا نكلِّفك رزقاً لنفسك ولا لِخَلقنا، إِنما نأمرك بالعبادة ورزقُكَ علينا، {والعاقبةُ للتقوى} أي: وحُسن العاقبة لأهل التقوى. وكان بكر بن عبد الله المزني إِذا أصاب أهلَه خصاصةٌ قال: قوموا فصلُّوا، ثم يقول: بهذا أمر الله تعالى ورسوله، ويتلو هذه الآية.


قوله تعالى: {وقالوا} يعني: المشركين {لولا} أي: هلاّ {يأتينا} محمد {بآية من ربِّه} أي: كآيات الأنبياء، نحو الناقة والعصا، {أوَلَم يأتهم} قرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم: {تأتهم} بالتاء. وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {يأتهم} بالياء.
قوله تعالى: {بيِّنة ما في الصحف الأولى} أي: أولم يأتهم في القرآن بيان ما في الكتب من أخبار الأمم التي أهلكناها لمَّا سألوا الآيات ثم كفروا بها، فما يؤمِّنهم أن تكون حالُهم في سؤال الآيات كحال أولئك؟! {ولو أنَّا أهلكناهم} يعني: مشركي مكة {بعذاب من قبله} في الهاء قولان:
أحدهما: أنها ترجع إِلى الكتاب، قاله مقاتل.
والثاني: إِلى الرسول، قاله الفراء.
قوله تعالى: {لقالوا} يوم القيامة {ربَّنا لولا} أي: هلاّ {أرسلتَ إِلينا رسولاً} يدعونا إِلى طاعتك {فنتَّبع آياتك} أي: نعمل بمقتضاها {من قبل أن نَذِلَّ} بالعذاب {ونَخْزَى} في جهنم. وقرأ ابن عباس، وابن السميفع، وأبو حاتم عن يعقوب: {نُذَلَّ} {ونُخْزَى} برفع النون فيهما، وفتح الذال. {قل} لهم يا محمد: {كُلٌّ} منا ومنكم {متربِّص} أي: نحن نتربَّص بكم العذاب في الدنيا، وأنتم تتربصون بنا الدوائر {فتربَّصوا} أي: فانتظروا {فستعلمون} إِذا جاء أمر الله {مَنْ أصحابُ الصِّراط السَّويِّ} أي: الدِّين المستقيم {ومَنِ اهتدى} من الضلالة، أنحن، أم أنتم؟ وقيل: هذه منسوخة بآية السيف، وليس بشيء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7